Sunday, November 15, 2009


إلى إبنتي التي أرسلت لي عنوان هذا الموقع لأشاهد هذا الفيلم الرائع


أريد ان أحكي لك هذه الحكاية. عندما حدث زلزال 1992 كنّا في البيت. صرختِ أنت من الخوف وأنت تجلسين بجوار أبيك فتحركت أنا من المطبخ أجري إليك لآخذك في حضني وأطمئنك. لم استطع أن أصل إليك بسرعة، فقد كانت عمارتنا العالية تتراقص وأتطوح أنا معها من جانب لآخر في الصالة وأنا في طريقي إليك. لمحت الشباك الواسع بطرف عيني. كان المنظر مهولا. كانت العمارات العالية حولنا في وسط القاهرة تتراقص، فعلا تتراقص. أول فكرة خطرت ببالي ساعتها كانت: هذا هو يوم القيامة. فرحت. نعم فرحت، وكان لديّ سبب. كان بابا قد توفي قبل هذا الزلزال بسبعة أشهر، وكنت أفتقده بشدة وأشتاق إليه. أشتاق إلى نظرة عينيه ، إلى شعره الجميل يتهدل بخصلة أو خصلتين على جبينه ونحن نتغامز على ذلك، إشتقت لصوته، يلدغ لسانه في الراء ويخفيها، إشتقت لملمس جلده المتغضن، إشتقت لرائحته، إشتقت للطريقة التي يجلس بها عاقدا ساقيه تحته في مرونة يحسد عليها بقت معه لآخر لحظة. إشتقت لمنظر ظهره العريض وهو يمشي أمامي ويبكي قلبي كلما رأيت ظهر أحد أعمامي يمشي أمامي بعدها. إشتقت لأمان وجوده في الحياة ، ولو على بُعد. فكرت لثانية يوم الزلزال أن هذا هو يوم القيامة، وأننا جميعا سنموت، نعم .. سنموت ونبعث معاً ، نصبح "جميعا" معا مرة أخرى، مع بابا

1 comment:

dalia.elseddik said...

درة، جدي وحشني جداً أنا كمان، دايماً بأفكر فيه أنا لسه مش مصدقة إن أنا بكرة مش هشوفه لما نروح العزبة وهو واقف عند الباب ينزل لي أنا ومحمد وإحنا بنجري عليه ونحضنه فعلاً وحشني ، وحشني كلامه وسفريتنا مع بعض وفوازيره, فعلا وحشني كل حاجة فيه وحشتني كل مكان كان هو فيه ، في الحقيقة هو كان المكان كل الأماكن اللي لسه موجودة ملهاش نفس الطعم ذي ما كان هو موجود، وحشني وحشني وحشني جداً، يا خسارة إن كل الأحفاد مقدروش يقضوا وقت معاه، آه فاكرين لما كنا في جمصة وكان يدينا فلوس علشان نجيب بازل ونقضي وقتنا جدي وأنا ومحمد نركب في البازل ولما نخلصها نجيب واحدة تانية في اليوم اللي بعديه جميل علمنا إزاي نقضي وقتت مفيد ونستمتع بيه ، وحشني يا جدي جداً