إذن، دخل العَجَل أو الدراجات ذكرياتي العائلية مع أحمد، وفقط
أما السيارة فكانت سيارة عمي جمال. عمي كان لديه 6 بنات صغراهن أكبر من أختي الكبرى، وكانت العائلتان تسكنان في البداية في العزبة معا، ثم سبق عمي للسكن في المنصورة حتى تدخل بناته المدارس، ثم سكنا نحن أيضا هناك بعدها للسبب نفسه. كنا في طفولتنا نتنقل كثيرا بين المنصورة والعزبة وغالبا في سيارة عمي "ستاندارد بنجر" او هكذا كنا ننطقها. المقعد الخلفي متسع جدا جدا، او هكذا رأيته في طفولتي كأصغر بنت في العائلة. يقول عمي: كل البنات ورا ... فندخل بخفة واحدة وراء الأخرى ونسع بعضنا بعضا .. ثم يبدأ هو بالغناء لنا في الطريق. مواويل عبد الوهاب (أنا كنت شمعة في البيت وغيرها). كان يستمتع جدا بالغناء، ولا يلقي بالا بمن يسمع واستمر على هذه العادة حتى كبرنا. ينطلق بالغناء بصوته الأجش ونخفي نحن وجوهنا في أكمامنا حتى لا يزعل أننا نضحك.
ثم اشترى بابا سيارة "تاونس" خضراء. نغني معا (بابا جاي إمتى ، جاي الساعة ستة، راكب واللا ماشي، راكب عربية، حمرا واللا خضرا، خضرا زي الجنة، وسعوا له السكة، واضربوا له سلام). عمي زكريا علّم بابا السواقة بنفس الطريقة التي تعلّم بها هو في أمريكا. وظل أبي حتى آخر حياته ملتزما تماما بالقواعد، مثل أن يترك مسافة كبيرة بينه وبين الذي أمامه (إحذر خطأ الغير) والالتزام بسرعة أبطأ من المعتاد (السرعة تجعل التحكم في السيارة أقل) ... وغيرها من القواعد
كانت وسيلة المواصلات في العزبة "الكارتة": كارتة يجرها حصان، ذات كراسي مريحة لشخصين أوثلاثة ، و"كارتة البنات" وكانت أكبر، بصفين متقابلين من المقاعد الخشبية أتذكر كيف كنا – أولاد العائلة- جميعا نصعد واحدا تلو الآخر ونجلس ونتزنق في أجازة الصيف أو أجازة منتصف العام، ولكن لا أتذكر أين كنا نذهب بها. كنا عدد بنات كبير وعدد صبيان أقل بكثير. في المنصورة، كان "الحنطور" هو وسيلة المواصلات الوحيدة حتى أول السبعينيات عندما بدأ ترخيص سيارات التاكسي
لا أعرف بنات أو سيدات كثيرات تعلمن قيادة السيارات في طفولتي وشبابي. كان شباب العائلة يحصلون على سيارة بعد تخرجهم وبالتالي يجب أن يتعلموا القيادة قبل ذلك. أما البنات فهن يحصلن على "جهاز العروسة" عندما يتزوجن، لذلك لا داع إطلاقا لتعلم السواقة. فقط زوجة خالي ضابط الجيش تعلمت لأنه أراد أن يوفر لها سهولة وحرية الحركة عندما يكون غائبا في مواقع الجيش البعيدة، فلا تحتاج لأحد. أما أنا فقد تعلمت قيادة لسيارة بعد أن تخرجت من الجامعة وتزوجت. فكرنا ان نشتري سيارة، أو بالأحرى سمع حسن عن سيارة إبنة صديقه التي تريد بيعها، فقال نشتريها ولكن تتعلمي أنت قيادة السيارات. قال أنه حاول التعلم من قبل. وفي أول درس قاد بشكل ممتاز في البداية ثم "سرح" كالعادة في عالم آخر. لم يفق إلا وأستاذ التعليم يقول له: يا استاذ، يا أستاذ، خلاص، حضرتك دخلت في الشجرة، تستطيع ان ترفع رجلك الآن عن البنزين، أم تريد حضرتك أن تخلعها من مكانها؟
السيارة التي اشتريناها كانت "فولكس فاجن بيتلز" حمراء ظلت معنا لمدة 25 عاما، نحبها ونعتني بها كفرد من الأسرة. دربني على القيادة أستاذ بركات وكان مدربا في كلية الشرطة (يدرب على المتابعة والمطاردة ولكم أن تتخيلوا!!) وظل يدربني لمدة طويلة جدا لأصل لدرجة تحكم تحميني من المشاكل إذ لم يكن هناك فرصة للتجارب والخطأ والصواب في المنطقة المزدحمة التي أسكن فيها. كانت قيادة السيارة بالنسبة لي متعة في البداية ومصدر للثقة بالنفس والاحساس بالحرية حتى أصبحت الشوارع اكثر اذدحاما واختناقا عندها أصبح خروجي بالسيارة مرهقا ليس به أية متعة. أصبح مجرد ركنها مكلفا ونقص بالتدريج احتياجي لها حتى انعدم فبعتها آسفة، وفي نفس الوقت غير آسفة. اخترت أن يشتريها من يحبها ويحترمها. من سيستعملها مع بنتيه الصغيرتين. فرحت عندما قال لي بعدها أن البنتين لا تتوقفان عن الضحك بمجرد أن تصعدا للمقعد الخلفي للعربة، وحتى تنزلان، وبدون سبب واضح
الآن أنا لا اريد أن أقود سيارة، اريد أن أقود دراجة، دراجة هوائية (لتفريقها عن الدراجة النارية"الموتوسيكل
أما السيارة فكانت سيارة عمي جمال. عمي كان لديه 6 بنات صغراهن أكبر من أختي الكبرى، وكانت العائلتان تسكنان في البداية في العزبة معا، ثم سبق عمي للسكن في المنصورة حتى تدخل بناته المدارس، ثم سكنا نحن أيضا هناك بعدها للسبب نفسه. كنا في طفولتنا نتنقل كثيرا بين المنصورة والعزبة وغالبا في سيارة عمي "ستاندارد بنجر" او هكذا كنا ننطقها. المقعد الخلفي متسع جدا جدا، او هكذا رأيته في طفولتي كأصغر بنت في العائلة. يقول عمي: كل البنات ورا ... فندخل بخفة واحدة وراء الأخرى ونسع بعضنا بعضا .. ثم يبدأ هو بالغناء لنا في الطريق. مواويل عبد الوهاب (أنا كنت شمعة في البيت وغيرها). كان يستمتع جدا بالغناء، ولا يلقي بالا بمن يسمع واستمر على هذه العادة حتى كبرنا. ينطلق بالغناء بصوته الأجش ونخفي نحن وجوهنا في أكمامنا حتى لا يزعل أننا نضحك.
ثم اشترى بابا سيارة "تاونس" خضراء. نغني معا (بابا جاي إمتى ، جاي الساعة ستة، راكب واللا ماشي، راكب عربية، حمرا واللا خضرا، خضرا زي الجنة، وسعوا له السكة، واضربوا له سلام). عمي زكريا علّم بابا السواقة بنفس الطريقة التي تعلّم بها هو في أمريكا. وظل أبي حتى آخر حياته ملتزما تماما بالقواعد، مثل أن يترك مسافة كبيرة بينه وبين الذي أمامه (إحذر خطأ الغير) والالتزام بسرعة أبطأ من المعتاد (السرعة تجعل التحكم في السيارة أقل) ... وغيرها من القواعد
كانت وسيلة المواصلات في العزبة "الكارتة": كارتة يجرها حصان، ذات كراسي مريحة لشخصين أوثلاثة ، و"كارتة البنات" وكانت أكبر، بصفين متقابلين من المقاعد الخشبية أتذكر كيف كنا – أولاد العائلة- جميعا نصعد واحدا تلو الآخر ونجلس ونتزنق في أجازة الصيف أو أجازة منتصف العام، ولكن لا أتذكر أين كنا نذهب بها. كنا عدد بنات كبير وعدد صبيان أقل بكثير. في المنصورة، كان "الحنطور" هو وسيلة المواصلات الوحيدة حتى أول السبعينيات عندما بدأ ترخيص سيارات التاكسي
لا أعرف بنات أو سيدات كثيرات تعلمن قيادة السيارات في طفولتي وشبابي. كان شباب العائلة يحصلون على سيارة بعد تخرجهم وبالتالي يجب أن يتعلموا القيادة قبل ذلك. أما البنات فهن يحصلن على "جهاز العروسة" عندما يتزوجن، لذلك لا داع إطلاقا لتعلم السواقة. فقط زوجة خالي ضابط الجيش تعلمت لأنه أراد أن يوفر لها سهولة وحرية الحركة عندما يكون غائبا في مواقع الجيش البعيدة، فلا تحتاج لأحد. أما أنا فقد تعلمت قيادة لسيارة بعد أن تخرجت من الجامعة وتزوجت. فكرنا ان نشتري سيارة، أو بالأحرى سمع حسن عن سيارة إبنة صديقه التي تريد بيعها، فقال نشتريها ولكن تتعلمي أنت قيادة السيارات. قال أنه حاول التعلم من قبل. وفي أول درس قاد بشكل ممتاز في البداية ثم "سرح" كالعادة في عالم آخر. لم يفق إلا وأستاذ التعليم يقول له: يا استاذ، يا أستاذ، خلاص، حضرتك دخلت في الشجرة، تستطيع ان ترفع رجلك الآن عن البنزين، أم تريد حضرتك أن تخلعها من مكانها؟
السيارة التي اشتريناها كانت "فولكس فاجن بيتلز" حمراء ظلت معنا لمدة 25 عاما، نحبها ونعتني بها كفرد من الأسرة. دربني على القيادة أستاذ بركات وكان مدربا في كلية الشرطة (يدرب على المتابعة والمطاردة ولكم أن تتخيلوا!!) وظل يدربني لمدة طويلة جدا لأصل لدرجة تحكم تحميني من المشاكل إذ لم يكن هناك فرصة للتجارب والخطأ والصواب في المنطقة المزدحمة التي أسكن فيها. كانت قيادة السيارة بالنسبة لي متعة في البداية ومصدر للثقة بالنفس والاحساس بالحرية حتى أصبحت الشوارع اكثر اذدحاما واختناقا عندها أصبح خروجي بالسيارة مرهقا ليس به أية متعة. أصبح مجرد ركنها مكلفا ونقص بالتدريج احتياجي لها حتى انعدم فبعتها آسفة، وفي نفس الوقت غير آسفة. اخترت أن يشتريها من يحبها ويحترمها. من سيستعملها مع بنتيه الصغيرتين. فرحت عندما قال لي بعدها أن البنتين لا تتوقفان عن الضحك بمجرد أن تصعدا للمقعد الخلفي للعربة، وحتى تنزلان، وبدون سبب واضح
الآن أنا لا اريد أن أقود سيارة، اريد أن أقود دراجة، دراجة هوائية (لتفريقها عن الدراجة النارية"الموتوسيكل
ما الفرق بين قيادة السيارة وقيادة الدراجة " الهوائية
No comments:
Post a Comment